الإمامة

الإمامة في القران الكريم دراسة موضوعية معمّقة مستوحات من كتب ودراسات وتفاسير مدرسة الصحابة (رضي الله عنهم) ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام)


حسب أيات القران الكريم أول ما ظهرت فكرة الإمامة هي عند تعيين الله (عزّ وجلّ) النبي إبراهيم (عليه السلام) إماما لكافة الناس في أواخر حياته ولم يذكر القران الكريم أي نبي قبله بهذا اللقب كما هو في مبين في الاية الكريمة رقم 124 من سورة البقرة:

" وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " (البقرة 124)

والأمامة عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام ) هي من العقائد الأساسية الخمسة (التوحيد والعدل والنبوة والأمامة والمعاد ) وتعني الهداية والأقتداء أما بالنسبة لمدرسة الصحابة (رضي الله عنهم) فهي من فروع الدين وهي بمعناها البسيط وهو الأقتداء بالصلاة وأمور الفقه. وهذا الأختلاف هو ما يميز أهم معالم المدرستين.

فما هو معنى الإمامة:





المعنى اللغوي للإمام: له معنيين الأول هو القاعدة التي يبنى عليها البناء والثاني هو الطريق،

اما المعنى القرأني:  فهو ذومعنيين متكاملين الأول: الأمام هو من يُقتَدى به ويُقُدَّم على الخلق في أمور الدين وهذا المعنى منسجم مع المعنى اللغوي الأول اي ان البنائون يقتدون بالاساسات اوالقواعد عند بناء الدار والثاني: الإمام هو كلُّ من ينير الطريق (يهدي) الى الصراط المستقيم، فالأمامة هي الهداية،  أي يأخذ بيد من يريد ويوصله الى الصراط ويبقى معه حتى لا تتقرق به السبل. وهو معنى منسجم من مع المعنى اللغوي الثاني (الطريق) وقد أخذت بالمعنى الأول مدرسة الصحابة وتركت المعنى الثاني بالرغم من وجود ايات تصرح بهذا المعنى، أما مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) فقد اخذت بالمعنيين ليكونا متكاملين معا.

المعنى الأول الأقتداء تدل عليه الأية الكريمة من سورة الفرقان:

" وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا " (الفرقان 74)

 أي إجعلنا نسبق الأخرين في عمل الخير او سابقين إلى رحمتك فيتبعنا غيرنا من المتقين وبذلك نكون قدوة للأخرين ، كما قال تعالى: " فاستبقوا الخيرات " ( البقرة 148) ، و قال سبحانه تعالى "سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة " (الحديد: 21)  و قال تعالى "والسابقون السابقون أولئك المقربون " (الواقعة 11) و كأن المراد أن يكونوا صفا واحدا متقدما على غيرهم من المتقين و لذا جيء بالإمام بلفظ الإفراد.

أما المعنى الثاني للأمامة هو الهداية فتدل عليها الأيات التالية:

" وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ، وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ" ( الأنبياء 72)

النافلة المعنى اللغوي تعني الزيادة والأضافة من الله ومعناها ان اسحاق ويعقوب هم إضافة الى إسماعيل (الابن الأول لإبراهيم) . ويجب ان يكونوا  صالحينّ اولاً لكي يجعلهم الله أئمة.  وكلٌا بمعنى كلهم إبراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب. ومن بعد هذه الكلمة كل الأفعال تدل على الجمع والإمامة لا تكون الا بأمر الله وجَعْلٌ منه ولا يجب ان نتّبع إلا من يهدي اي يأخذ بيدنا الى الصراط المستقيم لذلك علينا التأكد من ان الأمام الذي نتبعه هو مأمور من الله (عزّ وجلّ) . والأئمة في الاية السابقة هم إبراهيم وذريته إسماعيل إسحاق ويعقوب. ثم الاية الكريمة من سورة السجدة تتبع نفس المعنى مع موسى وذرية يعقوب.

 " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ، وجعلنا منهم أئمة يَهْدونَ بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " (السجدة 24)

الخطاب للرسول (صلى الله عليه واله وسلّم)، " مرية " أي شك، الضمير في " لقائه " على ثلاث إحتمالات قد يكون راجعا لموسى (عليه السلام) وقد يكون راجعا لكتابه (التوراة) وقد يكون راجعا الى الله (عزّ وجلّ) والضمير في جعلناه قد تعود الى موسى او الى التوراة. والجعل مرةً أخرى للأئمة والهدى بأمر الله.

الهداية إذاً هي بأمر الله (عزّ وجلّ ) والهداية تعني الإيصال الى المطلوب وهو الحق ففي سورة الحَمْد نحن ندعوا الله (عزّ وجلّ) في كل صلاة " اهْدِنا الصِراطَ المُسْتَقِيم " أي نحن نسأل الله ذلك لحاجتنا معرفة الطريق المؤدي الى الصراط المستقيم وماذا نعمل لنكون دوما على الصراط المستقيم. وهذا واضح في الأية التالية:

" وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " (الحج 54)

الهداية هي للذين يريدون ان يهتدوا وأما العمى للذين لا يروا الحق فلا يمكن هدايتهم والهداية هي دوما الى الصراط المستقيم

" وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ " (النمل 81) و(الروم 53)

ثم الاية من سورة الرعد واضحة تبين من هوالهادي

" وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ " (الرعد 7)

إنما اداة حصر بانك يا محمد المنذر وليس هناك غيرك والرسول هو منذر هذه الامة بأمر الله وهو الهادي بأمر الله في زمانه ولكن الآية تدل كذلك على أن الأرض لا تخلو من هاد يهدي الناس إلى الحق،  إما نبي منذر وإما هاد غيره يهدي بأمر الله يكون في كل قوم من الأمة (في كل فترة) يهديها بأمر الله الى الصراط المستقيم.

وهذه الأيات الثلاثة تعتبر خطرة جدا لمن يَعْتَبُر ، وخاصة الأخيرة من سورة الرعد ، معناها ان على كل فرد ان يبحث عن الهادي بأمر الله في زمانه لأنه هو الذي سيهديه عمليا للوصول والثبات على الصراط المستقيم بعد ان تم أنذرنا بأمر الله عن طريق رسوله محمد (صلى الله عليه واله وسلّم) وبدون هذا الهادي قد تزل قدم الأنسان من الصراط وقد تتفرق به السبل كما في الأيات الكريمة:

" وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " (النحل 94)

" وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " (الأنعام 153)

وهذا الهادي هل يجب ان يكون معصوماً من الخطىء لكي يستطع ان يرشدنا الى الطريق الصحيح ام هو إنسان عادي يصيب ويخطىء، عقليا يجب ان يكون شخصا متميزا مطهرا من قبل الله ومعصوما من الخطىء فلا يعقل ان يكون هنالك ولو ذرة إحتمال بكونه قابل للخطىء فيرشد الى سبل لا توصل الى الحق، كما في الأية التالية من سورة يونس.

" قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّـهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ " (يونس 35)

هذه الأية تذكرالفرق بين الهداية التي تأتي من الله (عزّ وجلّ) مباشرة او التي تأتي عن طريق أشخاص مهديين من الله وبأمره، كيف أنها توصل للحق بالمقارنة مع الهداية التي هي من غير عند الله، لذلك على الشخص التميز بين الأثنين وكيفية التُمَيّز بين الأثنين موضح في الشطر الثاني من الاية " أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ " فالذي لا يحتاج الى الهداية هو من يجب إتباعه وليس الذي هو بذاته بحاجة للهداية لكي يستطع ان يهدي.

الايات التالية من سورة الأنعام واضحة، من يجب ان نتّبع للهداية:

" الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ " (الأنعام 82)

كل من أمن بالله ولم يظلم ولو قيد شعرة فهو مهتدي من عند الله وله الأمن من حساب الأخرة. والايات التابعة لذلك تثبي هداية الأنبياء

وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ، وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ، وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ، (الانعام 83)

ثم تتحدث الاية عن أن اباء الانبياء وذرياتهم وإخوانهم هم ايضا مهتدين من قبل الله عزّ وجلّ.  

 وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ، ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (الانعام 87)

 والمعنى الأخر للأمام هو الكتاب:
" إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ " (يس 12)

إمام الزمان

حديث رسول الله (صلى الله عليه واله وسلّم) " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " المتواتر بهذا النص عن طريق مصادر الشيعة الأمامية او كما رواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه وإبن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك والهيثمي في مجمع الزوائد بنصوص مختلفة قليلا ولكنها تلتقي بهذا النص " من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية " وهذا الحديث بنصيه منسجم تماما مع الأية الكريمة من سورة الرعد " إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ " وهذا يعني إن أمر الإمامة شيْ مهم بل خطير يجب على كل مسلم ان يبحث فيه ليعرف من هو إمام زمانه.

الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلّم)  كان إمام زمانه أثناء حياته وهو بالأضافة لكونه إمام فهو رسول ونبي وهو المنذر كما في سورة الرعد. فمن هو إمام زماننا والهادي لنا ؟ وهل دلّ الرسول على هؤلاء الأئمة من بعده. الجواب نعم دلّ رسول الله في أحاديث متواترة أذكر بعضها.

حديث رسول الله كما جاء في صحيح البخاري وصحيح الترمذي عن جابر بن سمرة " يكون من بعدي اثنا عشر أميراً ثم تكلم بشيء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال: كلهم من قريش ".

وفي صحيح مسلم : " ان هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة ثم تكلم بكلام خفي عليَّ فقلت لأبي: ما قال ؟ قال: كلهم من قريش " 

وفي ينابيع المودّة: عن جابر بن سمرة " بعدي اثني عشر خليفة ثم أخفى صوته فقلت لأبي ما الذي أخفى صوته ؟ قال: قال: " كلهم من بني هاشم " .


وفي منتخب كنز العمّال: " يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيماً لا يضرهم من خذلهم كلهم من قريش " أخرجه عن الطبراني في الكبير عن جابر بن سمرة.


وفي مسند أحمد: عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " يكون لهذه الأمة اثنا عشر خليفة "


وفي صحيح الترمذي: عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " يكون من بعدي اثنا عشر أميراً ثم تكلم بشيء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال: كلهم من قريش (قال الترمذي) هذا حديث حسن صحيح،

فمن الأحاديث الصحيحة السابقة هناك تأكيد على تولي الأئمة (الأمراء ، الخلفاء ، القيام ) الإثني عشر بعد الرسول مهمة هداية المسلمين بالرغم من الخذلان الذي سيصيبهم من بعضهم وكلهم من قريش وبالتحديد من بني هاشم كما جاء في حديث ينابيع المودة

وأخيرا في الأيتين التاليتين تأكيد على أهمية الهداية من بعد التوبة والأيمان والعمل الصالح ولا يمكن ان تكون الهداية إلا الى الصراط المستقيم ولا يمكن ان تكون الهداية إلا عن طريق من نصبه الله (جعله) لذلك فهو يهدي بأمر الله . فالفرق بين الأيتين من سورة القصص 67 وسورة طه 82 أن في الاولى ليس فيها شرط الهداية لذلك فعنصر الفلاح ليس مضمونا " فعسى"  أما في الثانية فالهداية متوفرة فالشخص مغفور له حتما ولفظة الغفّار وهي بصيغة المبالغة لتؤكد أهمية الهداية.  

" فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ " (القصص 67)


" وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى " (طه 83)

الله (سبحانه) هو الغفار (الفعال) لمن تاب من الشرك وامن بالله ورسوله وعمل صالحا اي ادى الفرائض واعطى الصدقات (وقيل) ثم اهتدى اي اخذ بسنة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ولم يسلك سبيل البدعة (عن ابن عباس) وقال ابو جعفر الباقر (عليه السلام) " ثم أهتدى الى ولايتنا اهل البيت (عليهم السلام) فوالله لو ان رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثم مات ولم يجيء بولايتنا لأكبه الله في النار على وجهه " رواه الحاكم (ابو القاسم الحسكاني) والعياشي في تفسيره.

وهناك أيات اخرى (في سورة طه وسورة التوبة) تبين أهمية الهداية وارتباطها بالصراط المستقيم وأهمية اتمام الإيمان بالهداية

" قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى " (طه 135)

" إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ" (التوبة 18)


والحمد لله




ليست هناك تعليقات: